Monday, February 26, 2007

حقيقة الردة في الإسلام

ما حقيقة الردة في الإسلام؟ هل لها وجود في تاريخ النبي محمد أو في القران المقدس للمسلمين؟ الواقع الذي يعترف به القران نفسه لا!! إذا ما حاجة القران لإقرار آيات كثيرة تؤكد على حرية الاعتقاد؟ أم أنها نتاج تفسيرات واجتهادات شخصية لعلماء دين قاموا بتشويه دين أصبح ينظر إليه العالم على انه دين القتل وسفك الدماء والإرهاب !

يقول الكاتب محمد إدلبي في كتابه "قتل المرتد.. الجريمة التي حرمها الإسلام"،" أن القران الكريم صرح بشكل عام "لا إكراه في الدين" والإكراه ليس ضروريا وذلك لأنه "قد تبين الرشد من الغي" وليس ثمة احتمال للخلط بين الاثنين. إن هذا الإعلان يبدو في ظاهره غريبا وغير عادي. فمن ناحية نجد انه كانت هنالك سلطة اعتباطية عاكفة بحماس محموم على سحق وإبادة مجموعة من الناس بكل الوسائل الممكنة بدعوى أنهم مرتدون. ولكن عندما حصلت هذه المجموعة من "المرتدين" (يقصد المسلمين في نظر قريش قبل فتح مكة) على القوة والسلطان نجد أن القران الكريم يعلم هؤلاء المؤمنين حكم الله الحق انه "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها". مؤكدا أن هذا الإعلان القرآني جاء في سورة البقرة والتي أنزلت في السنتين أو الثلاث سنوات الأولى بعد وصول النبي محمد إلى المدينة، وهي المكان الذي لم يكن المسلمون فيه فقط أحرارا من الاضطهاد ولكن كانوا قد حصلوا أيضا على القوة. ويتساءل إدلبي "كيف يمكن أن يكون هناك إعلان للسلام أكثر إنسانية وكرما وهو يصدر عن نبي كان فقط لسنة أو سنتين خلتا يعاني من الاضطهاد الظالم بسبب انه قد بدل دينه".؟

يسوق الكاتب أدلة قرآنية تثبت إقرار الدين الإسلامي لحرية المعتقد "وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" سورة الكهف. أما في سورة الزمر فيأمر الله تعالى الرسول محمد أن يخبر الكافرين "قل اعبد الله مخلصا له ديني، فاعبدوا انتم ما شئتم من دونه" أما في سورة يونس فيخاطب الله الرسول من خلال طرح سؤال مبين" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

لم يقف الكاتب إدلبي في كتابه عند استحضار الأدلة القطعية التي تؤكد على حرية الاعتقاد بل تطرق لعلماء مسلمين كأبي الأعلى المودودي والدكتور سعيد رمضان البوطي وأرائهم المتشددة في حكم الردة ومسبباتها المختلفة من وجهة نظرهم.

إذا، لا وجود لحكم القتل ضد مرتد عن الدين الإسلامي إنما هو اختراع جديد أتحفنا به أصحاب النظرية الواحدة الذين يكفرون كل من اختلف معهم في الرأي،لا عجب إذا أن نشهد عمليات قتل وتدمير كتلك التي طالت برجي التجارة وقطارات لندن ومدريد !

لست هنا في صدد الدفاع عن الأديان إنما لتجلية حقيقة الخديعة الكبرى التي يعيشها المسلمون. فكم من ضحية وكم من روح سفكت دمائها باسم الدين وكم من نفس بشرية تم التضييق عليها بسبب أفكارها وتوجهاتها!؟ هنالك ما يشبه الحصار المحكم ضد الفكر المستنير وضد الآراء المتعددة التي لن ينتج عنها سوى إثراء الفكر الإنساني والتقدم والحضارة التي يبعد عنها المسلمون اليوم بمليون سنة ضوئية

إيمان القحطاني

1 comment:

Mohamed Diaa said...

لم اعرف علي وجه التحديد لماذا وضعت هذه المقالة علي مدونتي
ربما لاني احب الاسلام
ربما لاني اري ان كثير من شيوخ التلفاز مثلهم كمزيعات التوك شوه يعملوا علي كل ما هو مثير فيتركوا الاصول ويذهبوا إلي الفروع
ربما لاني مقتنع تمام الاقتناع بفصل الدين عن الدولة
ربما لاني مقتنع باننا كبشر سواء لا يميزنا إلا اعمالنا
في الحقيقة كل هذا في الحقيقة بداخلي احسيس اخري لا اعرف كيف تكتب ولكني اري ان هذه المقالة جميلة بكل ما تحمله كلمة جميل من معاني
او ربما لم افهم مضمون الرسالة بعد