Friday, February 13, 2009

في ذكري رحيل الجسد 3

أبي أنا أسف
أحس بروحك تداعبني وتلاعبني
أسمع همسك في إذني
أراي احزانك والامال
أشعر بيديك تحملني
بدفئي حنانك يغمرني
دمعات عيونك علي خدي
ترسم معني الحب
---
---
من يزرع خيراً يحصد خيراً
لم تحصد غير شروري
ورحلت
رحلت إلي دنيا لا أعرفها
لم ياتي منها من قبل احداً
ليتلوا إلينا كيف تعيش
---
---
أتذكر يوم نجاحي
والفرحة ترسم وجهك
أشعر معني الفرحة بين يديك
أتذكر أيام ترسمنا ونرسمها
تداعبنا ونداعبها
---
---
لم أنسي يوماً قط
دمعات عيونك
لم أنسي يوما
همسك في أذني "صبراً ، صبرا"
أحلامك والأمال
أن يصبح هذا الطفل غلاماً رجلاً
يحمل فاساً أو قلماً
---
---
في ذكري أبي الذي رحل عن عالمنا إلي عالم أظنه افضل وارحم وأجمل علّا الله يعوضه خير مني ويجزيه عن تربيتي صغير ورعايتي كبيرا خيراً ولا أملك اليوم إلا أن أقول آسف.
---
---
२३/१२/09

Thursday, February 12, 2009

في ذكري رحيل الجسد

هنا في وجداني مشهدين في كلاهما أنا وأبي.
الأول في غرفة العناية المركزية بمستشفي القصر العيني.
يرقد طفل يلفظ أنفاسه الأخير
علي سرير الموت يرتجف ، خائفا لم يقد للحياة شيئ ولم يأخذ منها شيء.
صفحة بيضاء، لم يخط بها قلم ولا سطرت صفحته قط.
ينظر حوله لا يري سواء اسرره لإناس لم يخرج احد يمشي قط.
الكل محمول علي اعناق غيرهم ، عويل وصياح ونحيب وصراخ وشق لجيوبا.
لم تشقق من قبل لإحدا.
أب ، أخ او زوج غالي أصبح مرحوماَ!

ثم ياتي ليل اخر بسواده وسكونه إلا من صراخ وغناء لصراير الحديقة ، سمعتها يقولوا نحن الاحياء في هذا الكون. وسمعت آنيين مريض يتوجع ، سيغادر جسده بعد يوم أو يومين.

ويظل الطفل مرتجفاَ
يسمع همس كلام ،
يسمع صوت طيب يجزم أن الموت آت ، آت.
وأبا تذرف عينه دموع منفطر قلبه
ولدي ، ولدي لن يرحل قبلي سيعيش ، سيعيش
يده ملفوفا بيدي وبيده الأخرة مسبحا "حمدا لله ما أعطي ، حمدا لله".
الكل فقد رجائه.
الطفل محتاج لمعجزة وزمان الاعجاز قد ذهب وولا.

الطفل نائم في سريرَ والموت يطوف وكئان الحلم حياة
أطياف بيضاء ورمادية تحلق من حوله وتحوم ، وثرثرة لم يدرك منها شيء.
ينتفضد الجسد بين الفينة والاخر.
وانيين من شدة آلم.
لم يبكي فبكائه حرم.
لم يبكي في قومه إلا النسوة .... وأبي.

وأبي لا يمك غير دعاء وبكاء ورجاء.
لرب يسمع يبصر ويجييب أحيانا.
لو ييئس يوما من رحمة ربه.
--
--
وتمر ايام.
ويخرج الطفل من رحم الأموات حيا علي قدميه.
ويعيش الطفل طويلاَ رغم توكيد العلماء.

في مشهدا اخر كنت ذاهبا مع أبي لزيارة الطبيب.
فقال الحج سيظل معنا يوما او يومين
وسيخرج
ويشهد ذبح خروف العيد.
ويوزع لحمه علي الفقراء والمساكين.
رزقا قد كتب إليهم.
وجلسنا في المشفي سويا.
---
في غفلة.
فررت روحه إلي بارئها.
--
لم أمسك يده
لم أقراء له قرآناَ
لم أدعو برحمة
لم تذرف عيني بدمعة
--
أتذكر عجزي وضعفي لحظة موته
لم أملك شيئ ، لا أعرف شيئ
لم أدعو برحمة

في ذكري رحيل الجسد
تتوحد روحي وروحه
أتذكر همسه في أذني.
اسمع نبض كلامه
--
في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
والصبر مفتاح وطريق
--
أحلم
بلقائه ولو حلمنا
بلسمة يدهه تداعبني

أدعو
أدعو الله أن يغفر لي ما سلف
--
في ذكري رحيل الجسد
أتمني
أتمني يا أبي تسامحني
لم أمسك يدك
لم أقراء لك قرآنا
لم أدعو الله إليك برحمة


Wednesday, February 11, 2009

في ذكري رحيل الجسد

في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
أحلم بلقائه ولو حلمنا
بلمسة يدهه تداعبني
ادعو الله
ادعو الله اني يغفر لي ما سلف
في ذكري رحيل الجسد
اتمني يا ابي ان تسامحني
لم امسك يدك
لم اقرا لك قرآن
لم أدعو الله إليك برحمة
في ذكر رحيل الجسد
لندن 23/12/2008

لا تسائلني

لا تسائلني عن أخطاء اليوم
لا تسائلني عن أمسي فهو ملكي لوحدي
لم اسئلك ماذا فعلت ولن أسئل
ماذ ستفعل
أعرف انا إنسان مثلي واكثر
لندن 23 /12/ 2008

إنسان

لست ملاك بجناحين
أو شيطان ذو قرنيين
أنا إنسان ذو عينين
يأكل يشرب يلعب في الطين أحيانا
يخطي حين يعفوا ويصفح
يغضب يكره ويحب
أنا أنسان طين ماء
أنا أنسان روح وحياة
سيغادر يوما وتبقي الذكري
ليوم أو يومين
لندن 23 / 12 / 2008

عدسات لاصقة

قبل ان نمارس الحب.
وضعت عدستها الاصقة.
سألتها ؟
قالت.
أحب أن أري ثنايا جسدك.
أن أري خطوط وجهك.
أن أراك كما احسك.

بعد بضعة أيام.
وضعت عدستها الاصقة.
فعرفت!!!
أن الثنايا لم تعد تبهرها.
وأن الوجه غابت عنه نضارته.
وأنها لإرضاء الجسد.
لا لممارسة الحب.
لندن 8 – 2- 2009