Wednesday, November 25, 2009

لا تسئالوا

لا تسئالوا عن كرامتنا،فإننا مهانون من قبل بيدي ابائنا ، والسادة المسئولون فينا ، لا تسئالوا فإن لا إجابة لسؤالكم، فلا كرامة لشعب مهان في ارضه ومستعبد في بلده ، لاتسئالوا فمن سئال من قبلكم إما قتيلا ،أو سجينا ، ام مهاجرا في بلادا ليست ببلاده

لا تسئالوا فإن السؤال فتنة
والفتنة أشد من القتل
لا تسئالوا
لا تحثثوا الاخبار
أغلقوا أذنكم
أغمضوا أعينكم
أسلخوا جلود الحس فيك
اقطعوا شارين الدم في نفوسكم
لا تنظر بعين الغضب إلي شانئكم

لا تسبوهم فإن السب رجز
لا تأوهوا فإن الآلم ضعف
لا تقولوا لا ، فطاعت الحاكم امرا إلهي

لا تهجروا ارضكم فإن لا هجرة بعد الهجرة
احبسوا انفسكم في بلدكم
اشعلوا النار في انفسكم

لا تسئالوا من اين وكيف ولماذا
اطيعوا ولا تجادلوا ولا تسئالوا عن حرية
فالناس ولدوا احرار
اما نحن فلا

لا تسئالوا

Tuesday, November 10, 2009

هذا عتاب الحب للأحباب .. قصيدة جديدة للشاعر فاروق جويدة

تساءلوا: كيف تقول: هذى بلاد لم تعد كبلادى؟!

فأجبت: هذا عتاب الحب للأحباب

لا تغْضَبـِى من ثـَوْرَتِى.. وعتــابـــى
مازالَ حُّبــــكِ محنتى وعــــــــذابى
مازالتِ فى العين الحزينــــةِ قبلـــــة ً
للعاشقين بسحْـــركِ الخَـــــــــــلاَّبِ
أحببتُ فيكِ العمرَ طفــــلا ً باسمــــًا
جاءَ الحيــاة َ بأطهـر الأثـــــــــوابِ
أحببتُ فيكِ الليلَ حيــــن يضمنـــــــا
دفءُ القلــوبِ.. ورفـْقــَة ُ الأصحابِ


أحببتُ فيـكِ الأم تـَسْكـــُنُ طفلهَــــــا
مهما نأى.. تلقــاهُ بالتــَّـــرْحَـــــابِ
أحببتُ فيكِ الشمسَ تغسلُ شَعْــــرها
عنـدَ الغروبِ بدمعها المُنـْسَــــــابِ
أحببتُ فيكِ النيلَ يجــرى صَاخبــــًا
فـَيَهيمُ رَوْضٌ..فى عنــــَـاق ِ رَوَابِ
أحببتُ فيكِ شموخَ نهــر جامـــــــح ٍ
كم كان يُسكرنــى بــغيـر شَــــرَابِ
أحببتُ فيكِ النيلَ يسْجُــد خاشعِــــــا
لله ربــــًّــــا دون أى حســــــــابِ
أحببتُ فيكِ صلاة َ شعــبٍ مُؤْمــــن
رسمَ الوجـودَ على هُدَى مِحْـــرَابِ


أحببتُ فيكِ زمانَ مجـــدٍ غَابـــــــــر ٍ
ضيَّـعتــِـهِ سفهـــــًا على الأذنـــَـابِ
أحببتُ فِى الشرفـــاء عهدًا باقيــــــًا
وكرهـتُ كلَّ مُقـــــامر ٍ كـــــــذابِ
إِنى أحبــــكِ رغــــــم أَنى عاشــــقٌ
سَئِم الطوافَ.. وضـاق بالأعْـتـابِ
كم طاف قلبى فى رحابـــِـكِ خاشعًا
لم تعرفى الأنـْقـى.. من النـصـــَّابِ
أسرفتُ فى حبــــى.. وأنت بخيلـــــة ٌ
ضيعتِ عمرى.. واسْتـَبَحْتِ شَبَابى
شاخت على عينيكِ أحلامُ الصبـــــا
وتناثرت دمعـــا على الأهــــــــدابِ


من كان أولـَى بالوفاء ؟!.. عصابة َُ
نهبتكِ بالتدليـــــس.. والإرهـــــابِ ؟
أم قلبُ طفـل ذاب فيــــك صبابـــــة ً
ورميتهِ لحمًـــا على الأبــــــــوابِ ؟!
عمر من الأحزان يمـرح بيننــــــــا..
شبحُ يطوف بوجهـــهِ المُرْتــــــــَابِ
لا النيلُ نيلـُكِ.. لا الضفافُ ضفافهُ
حتى نخيلـُك تاهَ فى الأعشـــــــابِ !
باعُوكِ فى صخبِ المزادِ.. ولم أجد
فى صدركِ المهجور غيرَ عـــذابى
قد روَّضُوا النهرَ المكابـِرَ فانحنــــــَى
للغاصبيـــــــن.. وَلاذ بالأغْــــرَابِ


كم جئتُ يحملنى حَنِينٌ جــــــــــارفٌ
فأراكِ.. والجلادُ خلـفَ البَــــــــابِ
تـَتـَرَاقـَصين علـَى الموائـــــد فرحة ً
ودَمِى المراقُ يسيل فى الأنخــــابِ
وأراكِ فى صخب المزاد وليمــــــة ً
يلهو بها الأفـَّاقُ.. والمُتصـــــــابى
قد كنتُ أولى بالحنان ِ.. ولم أجـــــدْ
فى ليلِ صدرك غيرَ ضـوءٍ خــابِ
فى قِمة الهَرَم ِ الحزين ِ عصابـــــة ٌ
ما بين سيفٍ عاجز ٍ.. ومُـــــــرَابِ
يتعَبَّدُون لكــــل نجــــــــم ٍ سَاطِــــع ٍ
فإذا هَوَى صاحُوا: «نذيرَ خَرَابِ»


هرمُ بلون ِالموت ِ.. نيلٌ ساكــــــنٌ
أسْدٌ محنطـــــــــــة ٌبلا أنـْيَــــــــابِ
سافرتُ عنكِ وفى الجوانح وحشــــة ٌ
فالحزنُ كأسِى.. والحَنِينُ شَــرَابى
صوتُ البلابـِل ِغابَ عن أوكــــــاره
لم تعبئى بتشــــــردى.. وغيــــابى
كلُّ الرفاق رأيتـُهـــم فى غربتـــــــى
أطلالَ حُلم.. فى تـِلال ِ تـــــُرَابِ
قد هاجروا حُزْنـًا.. وماتوا لوعـــــة ً
بين الحنين ِ.. وفـُرقةِ الأصحــابِ
بينى وبينك ألفُ ميــــــل ٍ.. بينمـــــــا
أحضانـُك الخضراءُ للأغْــــرَابِ!


تبنين للسفهــــــــاء عشـًّـــــا هادئـــــا
وأنا أموتُ على صقيع شبابــــى !
فى عتمةِ الليل ِ الطويـــل ِ يشــــــدنى
قلبى إليكِ.. أحِنُّ رغم عــــــذابى
أهفو إليك.. وفى عُيُونِكِ أحتمـــــــى
من سجن طاغيةٍ وقصفِ رقــابِ


هل كان عدلا ً أن حبَّـكِ قاتـــلـــــــى
كيف استبحتِ القتلَ للأحبــــــابِ؟!
ما بين جلادٍ.. وذئــــــــــب حاقــــــدٍ
وعصابةٍ نهبتْ بغير ِ حســــــــابِ
وقوافلٍ للبُؤس ِ ترتـــــــــعُ حولنــــــا
وأنين ِ طفلٍ غاص فى أعصــابى


وحكايةٍ عن قلبِ شيــخ عاجــــــــــٍز
قد مات مصلوبًا على المحـــــرابِ
قد كان يصرخ: «لى إلـــــهٌ واحــدٌ
هو خالق الدنيـا.. وأعلـــمُ ما بى»
ياربِّ سطـَّرت الخلائـــقَ كلهَّـــــــا
وبكل سطـر ٍ أمــــــة ٌ بكتــــــــابِ
الجالسونَ على العروش توحَّشُــوا
ولكل طاغيـةٍ قطيــــــــعُ ذئـــــابِ
قــد قلـــــــتُ:إن الله ربٌّ واحـــــدٌ
صاحوا:"ونحن" كفرتَ بالأرْبَابِ؟
قد مزَّقوا جسدى.. وداسُوا أعظـُمى
ورأيتُ أشلائى على الأبــــــــوابِ


ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلـتـــى
وبأى أرض ٍ تستريـــح ركـــــَابى
غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرَّها ؟
هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابى
لو أن طيفـَا عاد بعـــد غيــــابــــه
لأرى حقيقة رحلتــــــى ومآبـــــى
لكنه طيفٌ بعيــــــدٌ.. غامـــــضٌ
يأتى إلينــــــا من وراء حجـــــــابِ
رحل الربيعُ.. وسافرت أطيــــارُه
ما عاد يُجدى فى الخريفِ عتــابى
فى آخر المشوار تبدُو صورتـــى
وسْط َ الذئاب بمحنتى وعــــــذابى


ويطل وجهُك خلفَ أمواج ِ الأسى
شمسًا تـُلـَوِّحُ فى وداع ِ سحــــــابِ
هذا زمانٌ خاننى فى غفـــــلــــــةٍ
منى.. وأدْمى بالجحــودِ شبـــــابى
شيَّعتُ أوهامـــى.. وقلتُ لـَعَلـَّنـى
يوما أعودُ لحكمــتـى وصـــــــوابى
كيف ارْتضـــيتُ ضلالَ عَهْدٍ فاجر
وفسادَ طاغيةٍ.. وغـــــــدرَ كِلابِ؟!
ما بين أحـــــلام ٍ تـَوارى سحْــرُها
وبريق ِ عُمر صارَ طيـــفَ سَرَابِ
شاختْ ليالى العُمر منـــى فجـــــأة ً
فى زيف حلم ٍ خــادع كـــــــــذابِ


لم يبق غيرُ الفقر يسْتـُر عَوْرَتـــــى
والفقرُ ملعونٌ بكـــل كِتــــــــــــــابِ
سِربُ النخيل ِعلى الشواطئ ينـْحَنى
وتسيلُ فى فــزع ٍ دِمـــــــاءُ رقاب ِ
ما كان ظنى أن تكونَ نهايتــــــــــى
فى آخر المشـــوار ِ دَمْعَ عتــــــابِ!
ويضيعُ عمرى فى دروبَ مدينتـــى
ما بين نار القهر ِ.. والإرْهـــــابِ
ويكون آخرَ ما يُطلُّ على المــــدى
شعبٌ يُهــــرْولُ فى سوادِ نقـــــابِ
وطنٌ بعَرض ِالكون ِيبـــــدو لعبـــة ً
للوارثين العرشَ بالأنســـــــــــابِ


قـَتـْــــــلاكِ يـــا أمَّ البلادِ تفرقـُــــــوا
وتشردُوا شِيَعًا على الأبْــــــــــوَابِ
رَسَمُوكِ حُلما..ثم ماتـوا وَحشـــــة ً
ما بين ظـُلـْم ِ الأهل ِ.. والأصْحَابِ
لا تخجلى ِ إن جئتُ بابَكِ عاريـــــًا
ورأيتِنى شَبَحــــًا بغيــــــر ثيــــــابِ
يَخْبُو ضياءُ الشمس ِ.. يَصغُر بيننا
ويصيرُ فى عَيْنى.. كعُودِ ثقـــــــــابِ
والريحُ تزأرُ.. والنجومُ شحيحـــــة ٌ
وأنا وراءَ الأفق ِ ضوءُ شهــــــــابِ
غضبٌ بلون العشق ِ.. سخـط ٌ يائسٌ
ونزيفُ عمر ٍ.. فى سُطـُور كتـابِ


رغْمَ انطفاءِ الحُلِم بين عيـــــــــــوننا
سيعودُ فجرُكِ بعدَ طول غيـــــــابِ
فـَلـْترحمى ضعْفِى .. وقلـَّة َ حِيلتــى
هذا عِتابُ الحُبِّ.. للأَحْبـــــــــــابِ

Sunday, November 8, 2009

Irshad Manji and Dalia Mogahed

اشكال هندسية

حلقات ودومة وفراغات يتخللها كثير من الزوايا الهندسية والمكعبات المستطيلة وخوازيق لتثبيت الرئاسة الاحادية ومثلثات مغلقة علي الحاشية المرضية.

Friday, November 6, 2009

Steve jobs

مش باقي مني غير شوية هم في عينية

مش باقي مني غير شوية هم في عينية

قصيدة مش باقي منى

مش باقي منى غير شوية ضى في عنيا
إنا حدهملك وامشي بصبري في الملكوت
يمكن في نورهم تلمحي خطوة تفرق معاكى بين الحياة والموت
مش باقي منى غير شوية نبض في عروقي خدي وعيشي
وافتح لي تابوت افرح بريحه ورد فرعوني وربنا في عوني
إذا دخلت الجنة ولا النار حشتاق لضحكتك وقعدتى في الدار
والقهوة متحوجه من طيبة العطار
في كل يوم الصبح اشرب حليب قبطي
وفى النهار والمسا امسك ستار الكعبة لو سبتي
واثبت اذا هربتى
اهديكى عمري وحسي وجوارحي
اهديكى جرحى هو إلى باقي في دنيتي لما خلص فرحى
مش باقي منى غير شوية لحم في كتافى
بلاش يتبعثروا في البحر
بلاش يتحرقوا في قطر الصعيد في العيد
بلاش لكلب الصيد تنوليهم
خدي إلى باقي من الأمل فيهم
وابنيلى من عظمهم في كل حارة مقام
وزورينى مرة وحيده لو كل ألفين عام
الم الجراح يتلم
مش باقي منى غير شوية دم
متلوثين بالهم مرين وفيهم سم
كانوا زمان شربات والنكتة سكرهم
شربتهم الخفافيش في الب أوكرهم
مش باقي منى غير شوية دم مقدرش اسقيكى مواجعهم
ويرضوا مقدرش ارميكى وأبعهم
يمكن في مرة تعوز تطلبيني شهيد
حاحتاج يميها الدم يمضى على شهدتى
مش باقي منى غير شوية قوة في إرادتي
على شوية شعر من خطى
حسبي عليهم وأنت بتخطي
وأنت في صبح الدلال بتعطري شطي
مش باقي غير شوية ضى في عنيا
انأ مش عاوزهم
لو كنت يوم حالمحك وأنت بتوطى
في معركة مفيهاش ولا طيارات ولا جيش
وأنت في طابور العيش
بتبوسى أيد الزمن ينولك لقمة من حقك المشروع
مش باقي منى غير شهقة
شهقة في نفس مقطوع
بفتح لها سكة ما بين رئة وضلوع
ما بين غبار ودموع
وأنا تحت حجر المقطم في الدويئة بموت
أنا والعطش والجوع
يئن تحتي التراب
وأنا صوتي مش مسموع
يا حلمنا الموجوع من المرور ممنوع
مستني لما يمر موكب سلاطينك
مش باقي منى غير شوية رحمة من طينك
على شوية صبر من دينك
مش باقي منى غير حبة غنى تايهين
في الضلمة مش لاقين حس الفواعلية
ولا صوت مركبي عفي فوق المعدية
ولا صوت بناتي العذارى في كل صبحيه
والغنوه أمنية يما نفسي أقابل حبيبي
وأنا على الزراعية صوتك وصوتهم غاب
وأنا تحت حجر المقطم بموت لوحدية
الليلية راحت عيوني تطل على البستان
وجناين الرمان رجعت لي توصف عناد الغل والدخان
وسحابة سوده تضلل على غُنى الغلبان
رجعت لي توصف هبوب الموت على الألوان
رجعت لي توصف خيال الزُل في موائد الرحمن
مش باقي منى غير شوية كفر بشروقك
وأنا منبع الإيمان
مش باقي منى غير شوية ضى
وعنيا مش قادرة تلمحك
في وحدتي محنى
خايف أموت من الخوف والضعف يفضحني
السجن عشش في قلبي وماشى في شوارعك
نفس إلى بعني وخدعني بالرخيص بيعك
أشيل حمولى أنا ولا أشيل حملك
ماعدت املك شيء فيكى ولا فيا
ولا قيراط ولا بيت
ولا نسمة صافية تلاغى النيل بحريه
مش باقي منى غير شوية حب جرحني
ولا باقي منى غير شوية ضى في عنيا

قصيدة مش باقي منى
للشاعر جمال بخيت

Friday, August 14, 2009

an earlier speedmanager plus/bytemobile client installation exists on the system.

When installing the software T-Mobile "web'n'walk" comes in part the following (only partly similar) error message:


An older manager Speed plus / Byte Mobile Client Installation (SDK) was found.
The software must be uninstalled and the computer rebooted.
or

An older manager Speed plus / Byte Mobile client installation was found.
The software must be uninstalled and the computer rebooted.


Not always there is the popular program in the software management.
It helps only the deletion from the registry:

Start / open the registry
Windows key + R
Enter: regedit
Click "OK"
Press "F3" and search for "ByteMobile"
Every hit delete by clicking on it and on the "Delete" button.
The warning message you need to be confirmed.
Close the registry simply by "Alt + F4"
Now run the setup again for your T-Mobile software.

Friday, July 31, 2009

هل يعقل أن ننسب حديثاً للرسول «صلى الله عليه وسلم» لماذا تعاملت كتب التراث مع كل امرأة مسلمة باعتبارها مشروع عاهرة?!

هل يعقل أن ننسب حديثاً للرسول «صلى الله عليه وسلم»
لماذا تعاملت كتب التراث مع كل امرأة مسلمة باعتبارها مشروع عاهرة?!

---
يسألنى كثير من القراء عن الهدف والمغزى من الاهتمام فى كثير من مقالاتى بالتصدى والتفنيد لقضايا المرأة فى التراث الإسلامى, والإجابة عن ذلك السؤال، هى فى الحقيقة متناثرة ومُفرقة بين ثنايا جميع مقالاتى عن المرأة أو عن غيرها بلا استثناء, وهى أن المرأة المسلمة وحقوقها كانت إحدى الضحايا الكثر للفرق الذى نؤكد عليه مرارا, الفرق بين إسلام الشريعة وإسلام الفقه, فإسلام الشريعة الذى لا نعرفه اليوم ولا نعيشه ولا نذكره هو فى الحقيقة الذى حرر المرأة المسلمة من رق الجاهلية، وأطلق الكثير من الحقوق الأخرى فى مدى غير منظور، ليحاول العقلاء والمنصفون استكمال السبيل بذات الهدى النبيل، والسمت الراقى الذى نزلت به الشريعة، وكان حالّا فى التطبيق الأول لثلاثة وعشرين عاما قبل انتقال النبى لرفيقه الأعلى, ولكن وكما بينا بتوسع فى مقالنا «تاريخ تحقير النساء فى التراث الإسلامى» أن الروح الجاهلية ضد المرأة أخذت فى الوثوب والترقى من جديد بعد انتقال النبى لربه ولكن بشكل شرعى، وقد استوضح ذلك جليا وبعد سنوات قلائل من وفاة النبى، وتوقف التطبيق الأعظم للتشريع بسبيله القويمة, وقد بينا ذلك بدقة من خلال الكلمات التى ضمنّاها المقال المشار إليه عندما قالت أم المؤمنين «عائشة» لمن زعموا كذبا أن مرور المرأة والحمار والكلب يبطلان صلاة الرجل فقالت:» شبهتمونا بالحمر والكلاب»، وقد عقبنا بالشرح على هذه المقولة العبقرية لأم المؤمنين التى استشرفت بها الجاهلية التى أخذت طريقها للعودة فى الإسلام وقلنا نصا: «وهى بذلك قد أخرجت المعنى والسياق من سياق مصطنع للحديث يمثل شرطا تعبديا للصلاة إلى السياق الحقيقى وهو إذلال المرأة وتحقيرها ويا لها من فطنة حقيقية لأم المؤمنين».

وهذا بالضبط ما تبلور بعد عقود من وفاة أم المؤمنين «عائشة» فى صورة إسلام الفقه والتفسير الذى خالف وفارق وجانب إسلام الشريعة على نقيض.

وقد نقم علينا بعض القراء فيما وصفنا به أهل التراث، من أنهم أعادوا الجاهلية من جديد من خلال آرائهم الفقهية والتفسيرية, رغم أن الوصف الذى كتبناه عن عودة الجاهلية فى ذهنياتهم المتصورة ضد المرأة بالخصوص، إنما هو فى الحقيقة وصف متأدب ومتهذب ومتعفف بالأخلاق الحميدة أمام ما كتبوه وسطروه بكل جرأة وسفور على النصوص المقدسة فى حق المرأة المسلمة.

ورغم أنى لم أُضمّن فى كل المقالات التى اختصت ببيان ذلك من نصوص التراث البهيم إلا بقدر ما هو متواز أو متقاطع أو شارح لما نفنده ونناقشه, ولكن ذلك لم يمنع من وصول الصورة الذهنية الكاملة التى أرادها أهل التراث أن ترتسم للمرأة المسلمة فى دين الفقه وليس فى دين الشريعة, وهى الصورة المشوهة والجاهلية التى كانت تئد البنت رضيعة فى الجاهلية الأولى بذات أسبابها, فقد كان الجاهليون يئدونها لسببين أساسيين, الأول كان لمجرد أنها أنثى فهى بذلك المرشح الرئيس لاستجلاب الإثم والرجس للعشيرة والقبيلة البائسة, أما الثانى فلأن وجودها والعدم سواء، فهى فى أنظارهم لا تسمن فى عدة ولا تغنى فى عتاد, فقد كان الجاهلى يود دوما أن يكون أبا الفوارس الذى يورث عنترة, حيث جعلته جلافة البداوة وظلامها يعتقد أن الدنيا ما هى إلا سيف وفرس.

وتلك الأسباب برسمها وكنهها قد انتقلت متوشحة لباس الفقه والتفسير إلى كتب التراث لتخلف وأدا من نوع جديد, هو الوأد الفكرى والفقهى الذى كان فى أثره ومعناه ومداه أعمق وأشد غباء وحمقا من وأد الجاهلية ولو كان فى التراب.

لذا فإننا سنُضمِّن فيما يلى نصوصا أربعة مما اختطه أهل التراث فقها وتفسيرا، وذلك ليس بغية مناقشته وتفنيده كما نفعل دوما, ولكن لكى نستوضح من أى منبع وبأى رافد عادت روح الجواهل لتتقدم الصفوف التراثية فى الدين الموازى لدين الشريعة وترسم ذهنية الجاهلية الثانية.

أولا: المرأة رضيعة:
فى دين الشريعة السمح لم يوجب الإسلام مطلقا بأى وجه فى القرآن أو السنة الصحيحة نصا واحدا يوجب بتر جزء من أجزاء الجهاز التناسلى للرضيعة, أو ما اصطلح على تسميته فى دين الفقه «الختان», ورغم أننا سنفرد بالتأكيد لمقال خاص فى ذلك الشأن، فإن النص اللاحق لهذه الفرية فى ذلك المقام، أهم من النص السابق وهو الحديث المنتحل والمكذوب على النبى, وقد اخترنا النص الذى يبرر ويشرح -بزعمه- مراد الشرع من ختان -ذبح- الإناث ويرسم الذهنية الجاهلية فى النظر للمرأة منذ مهدها, اخترناه من فتاوى من لقبوه بشيخ الإسلام «ابن تيمية», ففى إجابته على سؤال «هل تختتن المرأة؟» يقول: «نعم تختتن وختانها أن تقطع أعلى الجلدة التى... قال رسول الله للخافضة وهى الخاتنة أشمى ولا تنهكى فإنه أبهى للوجه وأحظى لها عند الزوج.... والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها، فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة, ولهذا يقال فى المشاتمة يا ابن القلفاء فإن القلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر، ولهذا يوجد من الفواحش فى نساء التتر ونساء الأفرنج ما لا يوجد فى نساءالمسلمين». مجموع الفتاوى (21/114).

إذن لندقق جيدا فى كلام الأخ «ابن تيمية» لنرى ونستخلص كيف رسم دين الفقه لإهانة وإذلال المرأة منذ الرضاعة.

أقر «ابن تيمية» هكذا فى أول كلامه بوجوب الختان فى حق البنت، ثم عقب بعدها بحديث من المفترض أنه يبين به النص الشرعى الذى ابتنى عليه هو وأمثاله نص الحكم الفقهى, ولكن المعضلة أن «ابن تيمية» استشهد بحديث باطل لا يصح عن النبى من أى وجه مرفوعا أو موقوفا- الموقوف بمعنى أن نهاية القول فيه لصحابى-, وبذلك وضع ابن تيمية نفسه فى مأزق كبير, فلو كان عالما بضعف الحديث، وهو ما كان يعلمه يقينا الصبية الأغرار فى زمان «ابن تيمية» إذن فهو قصد بذلك التدليس وإظهار حكم بصيغة الشرع مما ليس فى الدين, رغم أنه هو الذى كان يتتبع دائما الأحاديث والروايات المؤيدة مثلا لموقف الأشاعرة فى العقيدة- وهى العقيدة التى عليها الأزهر الشريف ومعه مليارات المسلمين- وقد كان يكثر من قوله «أما هذه الرواية فلا تصح», فلماذا يا ترى تعطلت آلة سبر الحديث وتتبعه عند «ابن تيمية» فجأة لما كان الكلام عن ذبح للأنثى الذى أحله الفقه وحرمته الشريعة.

أما المصيبة التى تبين كيف كان هؤلاء القوم يفكرون ويستشهدون على آرائهم، فهو ما عقب به الأخ «ابن تيمية» بعدها من فيض علمه الهادر بقوله: «والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة, ولهذا يقال فى المشاتمة يا ابن القلفاء فإن القلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر».

وهنا يقول «ابن تيمية» كلاما قد لا يجد الحكيم كلاما مهذبا لوصفه ولا الرد عليه, فيقول إن المشاتمة عند العرب كانت بالتى يعرف عنها أنها لم تختتن فيقال لها «القلفاء» فلو عرف عنها ذلك كانت المشاتمة لابنها بالقول يا ابن «القلفاء», ورغم أن هذه هى أخلاق الفجر البدوى الجاهلى الذى جاء الإسلام ليمحيه، ولكننا سنتخطى ذلك فى قول «ابن تيمية» لننظر إذن ما عيب هذه المرأة «القلفاء» التى لم تختتن, فيخبرنا «ابن تيمية» أن الختان هو تعديل لشهوتها، لأنها لو لم تختتن وكانت «قلفاء»، ستكون لا شك مغتلمة و»الغلمة» هى هياج الشهوة الجنسية الشديد, ولهذا يبرر «ابن تيمية» أن القلفاء التى لم تختتن تتطلع للرجال أكثر أو بمعنى مقارب يريد «ابن تيمية» أن يقول إن التى لم تختتن هى مشروع عاهرة جاهزة للتصدير فى كل أسرة, وهذا كلام مستحقر فاسد, لا يقوله من يملك أدنى بصيرة, فحسب كلام الأخ «ابن تيمية» فهو قد حكم على أخلاق النساء المسلمات كافة بأن «زائدة جلدية» تتحكم فى أخلاقهن, لذا فإن الواجب هو وأد شهوتهن قبل أن يجلبن المعرة والفضيحة للقبيلة الشريفة, وهذا بالضبط بل بطريق أفحش وأسفل ما كان يفعله أهل الجاهلية الأولى من وأد بناتهم لذات السبب, ثم جاءت الجاهلية الثانية لتلبس هذه الآراء المريضة زى الفقه, وكأن المرأة حيوان ليس لديه أخلاق ولا تقوى ولا دين، فكل امرأة فى نظر هؤلاء الحمقى كما ذكرنا هى مشروع عاهرة, ورغم كم الجهل المجمل فى هذه الإجابة طبيا ودينيا وعقليا, فإن فيها الكفاية لبيان الذهنية التى رسمها دين الفقه كذبا عن المرأة منذ الرضاعة ولم يعرفه مطلقا دين الشريعة السمح.

ثانيا: المرأة طفلة:
وهنا ننتقل لنص ثان، انتسب للنبى بطلانا وبهتا أخرجه «الترمذى» يقول: «ينضح من بول الغلام، ويغسل بول الجارية», والمعنى الذى أسهب الجاهليون فى تأكيده أن بول الجارية-الفتاة الصغيرة- أنجس من بول الفتى المقارن لها فى السن, فبول الفتى ينضح يرش- وبول الفتاة يغسل, وقد أرغى وأزبد الإخوة الفقهاء والشراح فى بيان لماذا يصاحب القذر بول الفتاة ولا يصاحب بول الفتى لذا فهو بول طاهر, هكذا حتى الفتاة التى لم تبلغ بعد تجد نفسها محتقرة منذ نعومة أظفارها, رغم أن الحديث الذى يدعونه على النبى أخرجه الترمذى بسند موقوف ومرفوع, وفى الاثنين كان فيه «قتادة» وهو راو مدلس شهير, ولكن لا لوجود لحديث ضعيف عند هؤلاء القوم طالما يحقر ويحجم من المرأة من مهدها, وقد ألهم الله الحق للشافعى الذى تتبع السنة الصحيحة لبيان حقيقة تلك الفرية ثم قال: «وَلاَ يبين لى فى بول الصبى والجارية فرق من السُّنَّة الثابتة»المجموع 2/590، وحاشية الجمل 1/188-189.

إذن فهذا هو الذى يرسمه دين الفقه للمرأة الطفلة ولم يعرفه دين الشريعة, ورغم ذلك ما زالت هذه الأقوال تنسج فى فتاوى ويسبح بحمدها ليل نهار فى الفضائيات التى تحاول بناء مجد الأمة الإسلامية بدءا من نمص حواجب المرأة وصولا إلى غسل بول الجارية.

ثالثا ورابعا: المرأة شابة وزوجة:
وفى هذين النصين سنقرأ كيف اجترأ القوم ليس فقط على رسم ذهنية الجاهلية الثانية بالاعتماد على آثار ضعيفة, ولكن على دس هذه الآراء الذليلة بين ثنايا تفسير القرآن العظيم.
فنقرأ النص الأول من تفسير القرطبى فى معرض تفسيره للآية الرابعة عشرة من سورة «آل عمران» يقول: «قوله تعالى: {مِنَ النِّسَاءِ} بدأ بهن لكثرة تشوف النفوس إليهن؛ لأنهن حبائل الشيطان.... وروى عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب». حذرهم رسول الله؛ لأن فى إسكانهن الغرف تطلعا إلى الرجال» الجامع (4/29).

وهكذا كانت الذهنية حاضرة حتى فى تفسير النص الأروع فى التاريخ «القرآن», ولم يرحم «القرطبى» نفسه ولا المسلمين من الحشو والتفريغ لتثبيت ذلك الكلام المتهاوى, فهكذا حكم الرجل بأن النساء هن حبائل الشيطان, ولا أعلم من أين استقى «القرطبى» علمه الخاص الذى أعلمه أن نصف نساء أمة النبى هن حبائل الشيطان, وكيف امتلك الجرأة على دس ذلك الرأى الذى يتخذ مظهر الحكم بأن النساء حبائل الشيطان فى تفسير القرآن, ولكنها ذات الذهنية التى افترضت عند «ابن تيمية» فى دين الفقه أن النساء بغير ختان هن مشروع جاهز للعهر الجنسى، لذا فإن ذلك موصول بتلك ليواصل دين الفقه والتفسير زعمه الكاذب أن النساء حبائل الشيطان, بل إن «القرطبى» لم يفارق «ابن تيمية» فى التتبع بل طابقه رسما ومعنى, فقد حذا حذوه بتضمين كلامه بحديث باطل لا يصح عن النبى من أى وجه, وهو ما نقله بهتانا بقوله: «لا تسكنوا نساءكم الغرف ولا تعلموهن الكتاب» وتفضل «القرطبى» متكرما بشرح أن إسكانهن الغرف يقربهن من الرجال, وهذا قريب من وقوع الفتنة, وأن تعليمهن الكتاب -الكتابة- فتنة أشد لأنها باب للقاء الرجال, وهكذا ذات الخطوات وذات الجاهلية الثانية وذات الأحاديث الباطلة الموضوعة للاستشهاد هى سبيل مرسوم لأهل التراث, وسبحان الله فى قوم كهؤلاء.

أما النص الرابع فهو نص ظللت لسنوات أحاول أن أفهم كيف كتبه «الرازى», أحاول أن أستحضر الظرف والدليل الذى أوصله فى النهاية لكتابة مثله فى التفسير, ولكننى تيقنت فى النهاية أن ذلك من المحال, فقد قال «الفخر الرازى» فى معرض تفسيره للآية (21) من سورة الروم: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

وهى من أعذب وأرق آيات القرآن فى الحديث حول فلسفة الخلق الإلهى الكامل للنفس البشرية, نجد «الفخر الرازى» يكتب معقبا ومفسرا لهذه الآية بما لا عين رأت ولا عقل وعى.

فيقول نصا: «خلق لكم دليل على أن النساء خلقن كخلق الدواب والنبات وغير ذلك من المنافع كما قال تعالى:«خَلَقَ لَكُمْ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعًا», وهذا يقتضى ألا تكون مخلوقة للعبادة والتكليف فنقول خلق النساء من النعم علينا, وخلقهن وتكليفهن لإتمام النعمة علينا لا لتوجيه التكليف نحوهن مثل توجيهه إلينا, وذلك من حيث النقل والمعنى والحكم.

أما النقل فهذه وغيرها. وأما الحكم فلأن المرأة لم تكلف بتكاليف كثيرة كما كلف الرجل بها, وأما المعنى فلأن المرأة ضعيفة الخلق سخيفة, فشابهت الصبى لكن الصبى الذى لم يكلف فكان يناسب ألا تؤهل المرأة للتكليف, لكن النعمة علينا ما كانت لتتم إلا بتكليفهن لتخاف كل واحدة منهن العذاب فتنقاد للزوج وتمتنع عن المحرم ولولا ذلك لظهر الفساد» تفسير الفخر الرازى (13/111).

وهذا النص وصل فيه «الرازى» إلى نقطة العلو لما لم يسبقه إليه سابق, فلم يقل ما قاله القرطبى أو غيره, بل إن ما قاله لم يقله أحد من العالمين من عرب ولا عجم ولا عقلاء ولا سفهاء, فالرجل يقول صراحة إن المرأة مخلوق خُلِقَ لمنفعة الرجل مثل الحيوان والنبات تماما, وأنها فى الأصل غير مخلوقة للعبادة لأنها من جملة المنافع للرجل فقط, وأن الله أوشك ألا يفرض عليها تكاليف لولا أن أراد أن يتم النعمة على الرجل فجعل للمرأة تكاليف وعبادات، وهذه التكاليف فى ذات الوقت ليست موجهة نحوها بالضرورة الأصلية ولكنها موجهة إليها عرضا, لأن المرأة سخيفة وضعيفة الخَلْق والبنية الجسمية وهى مشابهة تماما للصبى الصغير فليس لها عقل ولا قوة, ولكن الصبى أفضل منها أيضا لأنه سيكلف فيما بعد, ولكن هى ستظل كذلك على ما هى عليه ناقصة القوة والعقل, وأن الله إنما فرض عليهن التكاليف حتى ينقدن للرجال وينزجرن وينصعن ولا يقربن الحرام الذى هو دائما قريب لطباعهن لولا الخوف من العذاب وبخلاف ذلك فقد كان للمرأة هذا المخلوق الحيوان أن يظهر فسادا كبيرا.

إذن فهل يعقل أن الرجل كان فى وعيه الكامل وهو يكتب ذلك بل يجترئ على ضمه إلى تفسير القرآن العظيم, وهل يعقل أن الرجل كان ليس صاحب هوى أو معقدا من النساء لغرض فى نفسه وهو يخط ذلك الإسفاف, وهل تذكر الرجل أمَّه التى ولدته وربته وأنضجته ليكتب هذا الفحش والإثم والعدوان عليها بعدما تعلمت يده الكتابة.

والله إن العقل ليعجز عن تصديق أن هؤلاء القوم كانوا من البشر أمثالنا, ووالله لو أن الشيطان أراد أن ينزل بالنص القرآنى من عليائه ويضع بجانبه هذه السفاهات الأثيمة المستحقرة ما استطاع لذلك سبيلا. ولمَ يفعل وقد أغناه أهل التراث عن ذلك, بل إن اليهود حتى لما احتقروا المرأة وجعلوها من «الأغيار» لم يقولوا صراحة أنها حيوان ذات منفع فقط لمتعة الرجل.

والحقيقة أن النص شارح لنفسه فهو متفرد لا مثيل له فليس هناك ما يقال تعقيبا عليه, ولكن هو بيان بذاته وغنى بحاله ودليل على نفسه وكاتبه بكل ما حمله تراث الدين، دين الفقه والتفسير, وكان يتخطى بمراحل حتى ما كان يكنه أهل الجاهلية من كراهية واحتقار للمرأة فى كل أطوارها.

خامسا: المرأة فى الجنة:
وهنا نجد أيضا عجبا لم نر مثله, فقد صنف «السيوطى» رسالة بعنوان «إسبال الكساء على النساء» مفادها وخلاصتها أن النساء حتى إن دخلن الجنة فإنهن محرومات من رؤية الله بخلاف رجال الجنة, والسبب كما يزعم «السيوطى» أن النساء غير مشمولات فى كل الآيات والأحاديث التى ذُكرت عن لقاء الله للمؤمنين, بل إن الطرافة والفساد فى آن هو إجابة السيوطى عن سائل يقول له «لو أن الأمر مقصور على الرجال الأحرار لكان العبيد ممتنعون من رؤية الله ولقائه وهذا غير ثابت», فيرد «السيوطى» بأربعة أدلة أن العبد المملوك هو أفضل من المرأة, ولكن أطرف الأدلة الأربع والذى يستحق النظر هو الدليل الأخير الذى يقول فيه «السيوطى»: «وهناك فرق رابع وهو أن الرق يزول بالموت وأما الأنوثة المقتضية للستر فمستمرة». إسبال الكساء (35).

فحتى الآخرة والجنة لم يتركها القوم للمرأة حلالا سائغا, فهى محرومة من نعيمها أيضا, والمدهش أن السيوطى استشهد ودلل على رأيه الفاسد بأقوال وتلافيف مضحكة إلى حد الرثاء, ويستطيع الصبى الغرير استبيان فسادها.

إذن:
هذا هو حال المرأة المسلمة فى تراث دين الفقه والتفسير, هذا هو حال المرأة رضيعة وطفلة وشابة وزوجة وحتى فى جنات عدن فى نظر هؤلاء المأفونين, هذه هى النصوص التى تتحدث بهذا التطرف والإسفاف فى حق أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا ونساء المسلمين, هذه هى الحالة المرضية المستعصية التى اجتاحت العقول بعد عقود قلائل من توقف التطبيق الأول لدين الشريعة مع وفاة النبى, هذه هى النصوص الملتاثة العفنة التى تسللت إلى الوعى المسلم لتشكل مع نصوص كثيرة متضافرة صورة المرأة الذليلة المقهورة من مهدها إلى ما بعد لحدها.

لذا فإنه لا تثريب على أجيال مغيبة الوعى نشأت على احتقار المرأة فى كل شىء, ولا تثريب على الوهابية إن أخذت من ذلك المعين النجس وزادوا عليه كثيرا من عندهم طغيانا وكذبا.

هذا هو ميراثنا الذى ما زال البعض لا يجترئ حتى على تنقيحه, ميراث الغث والهوى والتطرف والعدائية وقلة الحياء إلا قليلا مما رحم ربى, هذا هو الموروث الذى لم يستح أهله وخُطَّاطُه ومقدسوه أن يرموا بمائه الراكد العفن على هدير الشريعة الرائق, هذا هو الموروث الذى ينقم علينا بعض الصبية فى تعقبه حيث يجب ألا نمسه إلا ونحن مطهرون, هذا هو السد الأعمى الذى حجب عن الوعى المسلم أن يتبصر ويتدفأ من ضياء الشريعة المحجوب خلف ظلمته وجهالاته وغيه.

وهذا هو ما فعلناه وسنفعله دأبا لبيان وتتبع وتعرية هذا التراث بيانا لا يغادر سقما.

Wednesday, May 6, 2009

Thursday, March 26, 2009

في يوم ميلادها

في يوم ميلادها
قررت أن اكتب كلمة لها
أعبر عن احساس
ينتابني
يجتاحني
قررت
أن أقول ما بداخلي
لكنها
ها هي الكلمات أبت أن تطاوعني
في يوم ميلادها
------

--------------
في يوم ميلادها
قررت أن أكتب كلمة
فأبت الكلمات أن تطاوعني
توسلت إليها
يا أيتها الكلمات : إعطيني من معانيك
أبحث عن كلمة في معاجمكي
فنظرت إلي مستكرة وردت ساخرة: من أنت ؟
فقلت مستعجبا !
الست متاحة للجميع ؟
رد مؤكدة وبصيغة الأمر قائلة.
ولكني اختار.

Sunday, March 8, 2009

6th message 9 am 18012009

Today 18th of Jan, is the day the Lord has made , behold, rejoice and be very glad in it .. is that an ' Halleuva' from you there? praise the Lord!

5th message 7am , 17012009

Hurray! you made it... you came out of deep sleep . halleuya! No we lift your eyes , lift your head and lift your hands towards heaven , then start a new song, a song of thanks giving ( it shall never depart from your mouth)

4th message 2:40 11012009

Hi , it's lunch time ! and guess what ? God has prepared a table before you in the presence of your enemies . On the menu :goodness , mercy favour.. I can go on and on ... eat , and be filledn in Jesus name!

3rd message 5:30 11012009

Eeeh.. You are welcome back! it was a refreshing sleep But do you know the almighty was the super guard thought the night? So, get up now , on your knees, both hands together, and eyes closed, begin to thank Him... yes for his mercies. for they endure forever. Halleluya!

2nd message 1, 14 pm 10012009

The three wise men did not rest nor give up till they found Jesus . Those who shall bless you will not rest until they locate you . As you Journey into 2009 I pray that god will give you HIs gifts, abundant favour, blessing grace and mercy in Jesus' name. Is that an 'amen' from U? halleee

Saturday, March 7, 2009

1st message 7 am , 10012009

wake up! arise and shine. your light has come for the glory of God has risen with you this morning ... now walk about in this glory throughout today and forever!

Friday, February 13, 2009

في ذكري رحيل الجسد 3

أبي أنا أسف
أحس بروحك تداعبني وتلاعبني
أسمع همسك في إذني
أراي احزانك والامال
أشعر بيديك تحملني
بدفئي حنانك يغمرني
دمعات عيونك علي خدي
ترسم معني الحب
---
---
من يزرع خيراً يحصد خيراً
لم تحصد غير شروري
ورحلت
رحلت إلي دنيا لا أعرفها
لم ياتي منها من قبل احداً
ليتلوا إلينا كيف تعيش
---
---
أتذكر يوم نجاحي
والفرحة ترسم وجهك
أشعر معني الفرحة بين يديك
أتذكر أيام ترسمنا ونرسمها
تداعبنا ونداعبها
---
---
لم أنسي يوماً قط
دمعات عيونك
لم أنسي يوما
همسك في أذني "صبراً ، صبرا"
أحلامك والأمال
أن يصبح هذا الطفل غلاماً رجلاً
يحمل فاساً أو قلماً
---
---
في ذكري أبي الذي رحل عن عالمنا إلي عالم أظنه افضل وارحم وأجمل علّا الله يعوضه خير مني ويجزيه عن تربيتي صغير ورعايتي كبيرا خيراً ولا أملك اليوم إلا أن أقول آسف.
---
---
२३/१२/09

Thursday, February 12, 2009

في ذكري رحيل الجسد

هنا في وجداني مشهدين في كلاهما أنا وأبي.
الأول في غرفة العناية المركزية بمستشفي القصر العيني.
يرقد طفل يلفظ أنفاسه الأخير
علي سرير الموت يرتجف ، خائفا لم يقد للحياة شيئ ولم يأخذ منها شيء.
صفحة بيضاء، لم يخط بها قلم ولا سطرت صفحته قط.
ينظر حوله لا يري سواء اسرره لإناس لم يخرج احد يمشي قط.
الكل محمول علي اعناق غيرهم ، عويل وصياح ونحيب وصراخ وشق لجيوبا.
لم تشقق من قبل لإحدا.
أب ، أخ او زوج غالي أصبح مرحوماَ!

ثم ياتي ليل اخر بسواده وسكونه إلا من صراخ وغناء لصراير الحديقة ، سمعتها يقولوا نحن الاحياء في هذا الكون. وسمعت آنيين مريض يتوجع ، سيغادر جسده بعد يوم أو يومين.

ويظل الطفل مرتجفاَ
يسمع همس كلام ،
يسمع صوت طيب يجزم أن الموت آت ، آت.
وأبا تذرف عينه دموع منفطر قلبه
ولدي ، ولدي لن يرحل قبلي سيعيش ، سيعيش
يده ملفوفا بيدي وبيده الأخرة مسبحا "حمدا لله ما أعطي ، حمدا لله".
الكل فقد رجائه.
الطفل محتاج لمعجزة وزمان الاعجاز قد ذهب وولا.

الطفل نائم في سريرَ والموت يطوف وكئان الحلم حياة
أطياف بيضاء ورمادية تحلق من حوله وتحوم ، وثرثرة لم يدرك منها شيء.
ينتفضد الجسد بين الفينة والاخر.
وانيين من شدة آلم.
لم يبكي فبكائه حرم.
لم يبكي في قومه إلا النسوة .... وأبي.

وأبي لا يمك غير دعاء وبكاء ورجاء.
لرب يسمع يبصر ويجييب أحيانا.
لو ييئس يوما من رحمة ربه.
--
--
وتمر ايام.
ويخرج الطفل من رحم الأموات حيا علي قدميه.
ويعيش الطفل طويلاَ رغم توكيد العلماء.

في مشهدا اخر كنت ذاهبا مع أبي لزيارة الطبيب.
فقال الحج سيظل معنا يوما او يومين
وسيخرج
ويشهد ذبح خروف العيد.
ويوزع لحمه علي الفقراء والمساكين.
رزقا قد كتب إليهم.
وجلسنا في المشفي سويا.
---
في غفلة.
فررت روحه إلي بارئها.
--
لم أمسك يده
لم أقراء له قرآناَ
لم أدعو برحمة
لم تذرف عيني بدمعة
--
أتذكر عجزي وضعفي لحظة موته
لم أملك شيئ ، لا أعرف شيئ
لم أدعو برحمة

في ذكري رحيل الجسد
تتوحد روحي وروحه
أتذكر همسه في أذني.
اسمع نبض كلامه
--
في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
والصبر مفتاح وطريق
--
أحلم
بلقائه ولو حلمنا
بلسمة يدهه تداعبني

أدعو
أدعو الله أن يغفر لي ما سلف
--
في ذكري رحيل الجسد
أتمني
أتمني يا أبي تسامحني
لم أمسك يدك
لم أقراء لك قرآنا
لم أدعو الله إليك برحمة


Wednesday, February 11, 2009

في ذكري رحيل الجسد

في ذكري رحيل الجسد
لا أملك غير الصبر
أحلم بلقائه ولو حلمنا
بلمسة يدهه تداعبني
ادعو الله
ادعو الله اني يغفر لي ما سلف
في ذكري رحيل الجسد
اتمني يا ابي ان تسامحني
لم امسك يدك
لم اقرا لك قرآن
لم أدعو الله إليك برحمة
في ذكر رحيل الجسد
لندن 23/12/2008

لا تسائلني

لا تسائلني عن أخطاء اليوم
لا تسائلني عن أمسي فهو ملكي لوحدي
لم اسئلك ماذا فعلت ولن أسئل
ماذ ستفعل
أعرف انا إنسان مثلي واكثر
لندن 23 /12/ 2008

إنسان

لست ملاك بجناحين
أو شيطان ذو قرنيين
أنا إنسان ذو عينين
يأكل يشرب يلعب في الطين أحيانا
يخطي حين يعفوا ويصفح
يغضب يكره ويحب
أنا أنسان طين ماء
أنا أنسان روح وحياة
سيغادر يوما وتبقي الذكري
ليوم أو يومين
لندن 23 / 12 / 2008

عدسات لاصقة

قبل ان نمارس الحب.
وضعت عدستها الاصقة.
سألتها ؟
قالت.
أحب أن أري ثنايا جسدك.
أن أري خطوط وجهك.
أن أراك كما احسك.

بعد بضعة أيام.
وضعت عدستها الاصقة.
فعرفت!!!
أن الثنايا لم تعد تبهرها.
وأن الوجه غابت عنه نضارته.
وأنها لإرضاء الجسد.
لا لممارسة الحب.
لندن 8 – 2- 2009