Sunday, July 15, 2007

تخشنوا فإن النعمة لا تدوم

علي أصداء الحديث النبوي الشريف استيقظت باكرا، وكلي عزم علي التخوشن وانتهزت فرصة أنني اليوم أخذت أجازة من العمل فقررت أن اتخوشن هذا اليوم، وكان سبيلي في التخوشن هو بالطبع هو ترك السيارة لتنعم براحة منذ فترة لم تنعم بها أمام المنزل تحت ظل شجرة وقررت الذهاب إلي محطة الحافلات ماشيا علي الأقدام حاملا كمبيوتري علي كتفي وهو وحده كفيل أن يعطني لقب سيد المتخوشنين في هذا العصر لم يحمله من بيانات ومعلومات وكتب ومكنة حلقة وفرشاة أسنان وشوية لبان لزوم التخوشن والجاهزية للذهاب في أي مكان والنوم في الطرقات بالإضافة إلي وزنه بالطبع.

تبعد محطة الحافلات عن المنزل من 150 إلي 200 متر فسلكتها ماشيا علي الأقدام وفي ذهني مجموعة من الأفكار التي تحض علي التخشن وما به من نعم وكيف يجب علينا أن نشعر بما يشعر به الأخر وكلام كتير كبير

ذهبت لمحطة الحافلات، وتحت ظل شجرة وارفة بالأوراق انتظرت الحافلة التي ستقلني من مصر الجديد إلي التحرير راجيا الله أن يكون مكيفا حتى أتحمل التخشن، فانتظرت ثم انتظرت وأخيرا انتظرت ....!

بعد 15 دقيقة من التخشن علي محطة الحافلات ومتابعة كل ما يدور حولي سمع الله نداءت قلبي وإشارات عقلي عن الرجوع إلي ما كنت عليه والعودة إلي سيارتي التي سمعتها تناديني ورأيت الدموع تنهمر من عينيها الأماميتين حتى أنني وجدتها تركت لي رسالة علي التليفون "كلمني شكرا"

جاءت الحافلة فتركت كل استعطاف وراء ظهري وكل استجداءات جسدي للعدول عن هذا الحديث ونسيانه كما أحاديث كثيرة ننساها أو نتناساها في ظل مشكل حياتنا اليومية.

كان بالحافلة حوالي 8 ركاب مما اعطني الفرصة لاختيار مكان بجوار النافذة فجعلني أشاهد الشوارع والمحلات كما لم أرها من قبل ،وكم كان ذلك التخوشن ممتعا بالنسبة لي فقد أخذتني تلك الحافلة في جولة سياحية لم اعهدها في شوارع مصر الجديدة محلات كثيرة فتحت وأخري كانت هناك ولم يحالفها الحظ في الاستمرار كل ما كنت اعرفه هو المقاهي بشتا أنواعها ومستوياتها ومحلات المأكولات باعتباري وحيد واقضي معظم وقتي في تلك الشوارع ولكن قيادتي لسيارة كل يوم لم يجعلني أشاهد تلك المحلات نظرا لتركيزي الشديدة في كيفية القيادة في شوارع القاهرة والقيادة بأقصى سرعة واقل خسائر ممكنة لذا ينصب تركيزي علي السيارات المحيطة بي والبشر الذين يعبروا الشوارع بدون سابق أنزار

بعد مصر الجديد أقلتني الحافلة إلي العباسية مرورا بشارع لطفي السيد وغمرة وصولا لميدان رمسيس هنا توقفت الحافلة نظرا للأعداد الغفيرة الموجودة من البشر

يا الهي أنني أقود السيارة يوميا من هذا الطريق ولكن ما هذا الزحام هل أخذتني الحافلة إلي عصر غير عصري الذي أعيشه ما كل هؤلاء الناس هل أنا ما ذلت في جمهورية مصر أم انتقلت إلي مكان أخر بالعالم الصين الشعبية علي اقل تقدير أو العاصمة المكسيكية مثلا بما إنها الازحم في العالم

حسنا لقد اجتازا الميدان ولم يكن هناك شيئا استثنائيا سوا مجموعة من عساكر الأمن المركزي ربما هناك شخصية مهمة في الطريق إلي هنا أو أن هناك مظاهرة في مرفق المياه القريب من الميدان لا اعلم علي وجه الدقة ولكن هداني تفكيري أن هو. هو ذلك الميدان كما هو ولكن كما قلت في السابق إنها سيارتي التي تجعلني أركز فقط في كيف اعبر الطرق بأسرع وقت ممكن بأقل خسائر ممكنة.

ها نحن قد وصلنا إلي ميدان التحرير، أخر الخط لتلك الحافلة انه ليس ميدان التحرير بالقطع ولكنه ميدان عبد المنعم رياض ذالك الميدان المجاور للتحرير ولكني مجازا أطلقت عليه ميدان التحرير ومعذرا للأخ الفاضل عبد المنعم رياض رحمه الله


بنزولي من الحافلة انعكست أشعة الشمس علي جبهتي وعيني ويبدوا أن الجو حرا قليلا اليومي، لم أبالي كثيرا، فأنا عازم علي التخوشن اليوم أدارت لها ظهر وانطلقت ماضيا في طريقي إلي احد البنوك الكائنة في وسط البلد لسحب مبلغا من المال لدفع قسط الشقة غير أني وجدت الشمس تطاردني حتى أنني أحسست بقوة يدها علي راسي مما جعلني أفكر في الهرب من التخوشن هذا، وتركه ليوم شتويا حتى انه دار في ذهني شيئا لما لا تعمل كل المؤسسات بعد الساعة الخامسة مساء وتكون أوقات العمل الرسمية من 6 إلي 2 صباحا اعتقد أن الإنتاجية في العمل ستكون علي ما يرام نظرا للطف الجو

عبرت الطريق من عبد المنعم رياض وصولا إلي شارع هدي شعراوي مهرولا حتى لا اشعر بمظاهرة الشمس علي قفاي،

الحمد لله التكيف في البنك علي اعلي درجاته ويبدوا أن الناس جميعا تتخوشن اليوم فوجدت البنك مكتظا بالناس أخذت تذكرتي من الأمن الجالس بجوار بوابة البنك،

ربي ما هذا رقمي 312 ، كيف سأنتظر وكل الجموع الغفيرة تلك أمامي
هرولة إلي الأمن مستعطفا ايه هل لي من استثناء اقفز فوق كل هؤلاء البشر والجموع الغفيرة المنتظرة ، رمقني بنظرة لم اعد بعدها الكره أخذت مكاني علي الكرسي وقررت أن استمتع بالتكييف مع الجموع الغفيرة الموجودة حولي وكان هناك رجل يكبرني بحوالي 30 عام يبدوا منه انه من المتخوشنين في الأرض
فبادرني بالكلام شوفت الستات المجانيين بتوع التحرش الجنسي دول
- قلت: ماذا
- قال: "لي يا اخي البت من دول ابوها يطلقها في الشارع عريانة ويجوا يغنوا علينا ويقولوا تحرش!! ما لاذم العيال يتحرشوا بيهم"
أخذت طرف الحديث منه وانتصبت علي الكرسي وأتخذت هيئة الواعظ الديني
- وقلت: ألا تعتقد أن هذا يصح ألم تنهنا الديانات السماوية عن النظر لما ليس لنا، فما بالك بمن لا يكتفي بالنظر وإنما يمتد لكلمات غير لائقة وإيماءات جنسية ولمس البنات في مواضع حساسة من جسدهن
- احتدي علي قائلا: يستهلوا
- سألته أنت متجوز في محاولة مني في تبسيط الكلام والبعد عن الالفاظ العميقة للحريات الشخصية والفردية وما يعرف في العلم الحديث بحقوق الإنسان.
- قال أنت مالك!!!

بهذه الإجابة الجافة جدا لم اعرف ماذا أقول لذلك الرجل غير أن بعد تلك الكلمة ظل الصمت يسود الأجواء الباردة أصلا للحفاظ علي برودة الجو داخل المبني مع إحساس متزايد بأنني يجب أن اقتل هذا الرجل المستفذ جدا بالنسبة لي علي الأقل لدرجة وجدت فيها شعري يتساقط ووجه أشبه بمن حشر بين سيارتان محملتان فها لونه يتحول من القمحي حتي وصل لأكثر درجات الزرقة كئابه علي أي حال كان هناك يجول بخاطري تفكير ثان هو الذهب من تلك البقة المهزم فيها بالضربة القاضية من هذا الرجل لكنني كنت علي مواعد مع عراك اخر اشد آلما ألا وهو حرارة الجو لذلك قررت أن سخف ذلك الرجل مع برودة الجو ألطف كثير من حرارة الجو بالخارج
وها قد ظهر رقمي علي شاشة العرض
انه انا يجب علي التوجه إلي الشباك لسحب مبلغا من المال ، ذهبت متكاسلا إلي الموظف
وقلت: صباح الخير
رد: صباح النور
من فضلك عايز اسحب مبلغا من المال من حسابي، بتلك الكلمات وبعد الاطلاع علي البطاقة الشخصية ورقم الحساب سحبت المبلغ المراد، قذفته في حقيبتي بسرعة حتي لا يراني احد فليس لدي سيارة وعازم علي التخوشن حتي النهاية، بعد ذلك قررت المضي إلي الأمام والذهاب إلي أصدقاء لي في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان
أخذت أفكر في أي الوسائل الأكثر ملائمة لاتخاذها.
1- حافلة الحكومة الحمراء وثمن تذكرتها ربع جنيه
2- حافلة الحكومة الخضراء وثمنها جنيه
3- الحافلة البيضاء الجميلة المكيفة وثمنها أثنين جنيه ونصف
نظرا لحالة التخوشن التي أنا عليها لم أفكر في اتخاذ تاكسي لاسيما أن التاكسيات في مصر أيضا غير مجهزة بالتكيف إلا تاكسي العاصمة أو قلة من بعض السائقين المرفهين ولست من أهل التنجيم حتى اكتشف أيهم لأركبه لذا قررت أخذ الحافلة الحكومية المكيفة كنوع من التخوشن حتي أقي نفسي من شدة يد الشمس المسلطة اليوم دونا عن بقي البشر علي قفاي
انتظرت ....... ثم انتظرت .... فانتظرت ..... حتى انتظرت

وبعد طول انتظر حوالي 45 دقيقة انتظر ها هو قد اطل علينا بدر الحافلة من سنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا للحكومة داع

في طول الانتظار كنت اصبر نفسي أنني سأركب حافلة الحكومة المكيفة الجميلة اللذيذة والتي لن يركب غيري بها أنا ومجموعة من محبي التخوشن

- يا إلهي ما هذا، كهذا انطلقت من قلبي تلك الكلمات ربما اليوم مصر كلها قررت التخوشن فها هي الحافلة ملئ بمحبي رياضة التخوش وقد اكتظت الحافلة علي بكرة أبيها لا بل أن الطرقات أصبحت ملئ هي الأخرى مكتظة بالرجال والنساء علي السواء
- هنا قررت النزول من تلك الحافلة لانتظار أخري ولكن كان في الواقع شيئان منعني من النزول الأول أنني كنت قد دفعت ثمن التذكرة والثاني هو أنني انتظرت حوالي الساعة لأركب تلك الجوهرة المكنونة
وبعد تسليم أمري إلي بارئي شممت رائحة ... اعرفها إنها رائحة النتان المزدوجة عند انغلاق المكيف بالإضافة إلي انهار العرق المحملة براحة رواد الحافلات في صيف استوائي
ربي يا من خلقتني وأنا عبدك ، هكذا قلت ما هذا أن التكييف لا يعمل والحافلة محملة بطاقتها القسوة لا بل أكثر من القسوة وربما ستغرق بعد قليل في بحور العرق المنسدل كشلالات نيجرا في موسمها الرئيس
- قلت لنفسي تخوشن فإن التخوشن من الإيمان إن الطريق سياخذ علي الأكثر عشر دقائق او ربع ساعة من ميدان عبد المنعم رياض حتى المنيل!!!
بالطبع كنت امني نفسي فهناك إشارتان للمرور لا بل ثلاثة أولهم هي إشارة القصر العيني والثانية هي القصر العيني أيضا فهو يقع في منتصف شارعان لذلك فإن أوله إشارة وأخره إشارة أما الثالثة فكانت إشارة معهد الأورام والتي انتظرت فيهما زهاء الساعة أيضا

وها هي أشارت الإعياء تنتابني وإحساسي بالمرض يزداد وهنا طلب عقلي مني رجاء أن اكف عن التخوشن وانزل من الحافلة واهرب إلي أي مقهي مكيفة الهواء نشرب سويا شيئا مثلجا مع شيشة برائحة التفاح حتى تستنشقها الرئة وتشم رائحتها النفاذة
غير أن نفسي اللوامة خرجت بثياب التقوى وانطلقت بي إلي الجهة الأخرى من الوعظ وذكرتني بالجنة والنار والاحتمال والتخوشن وكثير من العبارات الرنانه حول فضل التخوشن وكيف أن التخوشن يفيد الإنسان في تحمل الصدمات والصدامات وانتصرت بحجتها علي حجة عقلي وقلبي معا والذين لم يتفقا منذ زمن بعيد إلا علي النزول من تلك الحافلة
وبين شدا وجذب بين الروح من جهة والجسد من جهة أخري كانت الحافلة قد وصلت إلي محطة الوصول
نزلت من تلك الحافلة اصب جام غاضبي علي تلك الحكومة الفاسدة التي تتفنن فكيف نهب ثروات المواطنين وجعلنا نحن ابنا الطبقة الوسطي دائما التفكير في مشاكلنا اليومية دون التفكير في المستقبل أو النطق بشيء أو التعبير عن غضبنا علي أشياء هي في الواقع نتاج تلك الحكومة الملء بالفاسدين والفاسقين والمرتشين.

ولكن ها أنا وصلت نظرت علي سينما فاتن حمامة فلم أجد هناك من احد يبدوا أن حرارة الجو ستؤثر علي إيرادات الموسم لتلك السينما والتي تتمتع بشهرة واسعة بين المحبين لا تضاهيها شهرة إلا سينما "اوديون" في وسط البلد لم تفعله من تخفيض للطلبة صباحا

- جلست في المنظمة المصرية مع أصدقائي هناك برهة من الوقت تحدثنا فيها عن أخبار كل مننا وتطرقنا إلي الانتهاكات الحادثة علي الصعيد الإنساني والصعيدين القانوني والتنفيذي ثم ما أن لبست أن وجدت جسدي قد اخذ قسطا من الراحة حتى استودعتهم علي أن نلتقي في القريب
ثم نزلت من هناك وأنا عاقد العزم علي الذهاب إلي المركز المصري تلك المؤسسة التي استقيت من رئيستها كثيرا من المعرفة وكثير من مبادئ الإنسانية والشعور بالأخر وكثير من فيض من العمل المجتمعي والإنساني

حتى الآن لم تفقد الشمس جزءا من قوتها ولكني نسيت أو تناسيت علامات أصابعها علي قفاي وجبيني ونزلت حاملا حقيبتي ولكن تلك المرة علي راسي حتى أتفادي أيادي الشمس الممتدة من السماء انتهائا بوجهي

انتظرت وشاهدة مسرحية تنبض بالحياة ودالة دليلا لا فصال فيه علي الفساد الموجود في جهاز المرور المصري حيث المسرحية الهزلية الممتدة طوال أيام العام بين السائقين وفتوات أيامنا مندوبي وأمناء الشرطة تحت إشراف ربهم في ابتزاز السائقين واخذ نصيبا من رزقهم اليومي

وفي أثناء العرض جاءت الحافلة ذات الرداء الأخضر التي ستقلني من المنيل إلي المعادي موقع المركز المصري كان كل شيئا علي ما يرام تلك المرة، فالطريق من شدة الحر اختفت منه كل الكائنات الحية إلا أنا ومجموعة العرض المسرحي في أخر كوبري المنيل وبالطبع ذات الرداء الأخضر ومن حملتهم في بطنها

لم تأخذ الحافلة أكثر من 10 دقائق حتى وصلت إلي المراد

فتح صديقي سيد مرحبا بي بعد ذلك كان السؤال علي باقي الأصدقاء يبدوا أن حملة التحرش الجنسي التي يقوموا بإداراتها جعلتهم أكثر نشاطا انشغالا فجلست في الاستقبال زهاء ال10 دقائق حتى خرج علي أحداهما
جلسنا تناقشنا علي الظروف والأحوال وأشياء عدة كانت أخرها جميعا علامة تعجب علي الاختفاء الذي حدث لي منذ حوالي السنة هي عمر عملي في الشركة التي أعمل بها.
لم اعر تلك الكلمات اهتماما كبيرا فكان الغرض الأساسي من الزيارة هي الرجوع بالنفس إلي أفاق العمل الأهلي وتثبيت النفس علي قرارها بفصل نفسي من الشركة والرجوع إلي العمل الأهلي مرة أخري

مستغنيا بذلك عن منصبي في تلك الشركة بالإضافة إلي المميزات المختلفة كالرحلات التحفيزية إلي دول الغرب المتقدم والرحلات التسويقية في دبي العاصمة الأكثر نموا فيما يعرف سابقا بالوطن العربي

سرعان ما لحظة أن هناك موظفين جدد انضموا إلي زملائنا تعرفت عليهم يبدوا أن لهم نفس الشاغل في تطوير المجتمع المدني ولكن بمنظور مختلف عني ولكن علي أي حال تعددت الأسباب والنتائج أتمني أن تصب في مصلحة مجتمعنا

علي وعد بعودة مرة أخري كان الوداع وفي طريقي لاستكمال التخوشن كان من المفترض أن أستغل يوم الأجازة هذا
لأذهب إلي جاردن سيتي حيث زملائي في شبكة إنترنيوز العربية سابقا، إنترنيوز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حاليا
ثم عمل مفاجئة لا أعلم علي وجه الدقة إذا كانت ستكون سارة ام ضارة إلي أصدقائي في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ثم ننزل سويا صوب المقهي وأكون بذلك قد ختمت يومي من التخوشن

إلا أن القدر لم يمهلني كثير فانتظاري إلي الحافلة التي ستقلني إلي جاردن سيتي ونظرا للمعركة من طرف واحد بيني وبين شمسنا الشموسة والتي انتهت بالقاضية وجدت تاكسي ذو عباءة سوداء يبدوا سائقه يستمتع بأخر إصدارات عمرو دياب ويمشي ببطئي يتلفت علي كائن حي بالشارع ليتمتعا سويا فاستوقفته واستعطفته أن يقلني إلي البيت فواق بعد أن اخذ مني عهد بدفع 25 جنيها مقابل الرحلة فنظرت إليه نظرة المغلوب علي أمره معلنا الموافقة حتى أن نفسي أخذت تعنفني فنهرتها كما لم أفعل من قبل وذكرتها بكلام الله عز وجلا (فأما بنعمت ربك فحدث) وركبت، وتركت سائق التاكسي يستمع بصوت عمرو دياب واستمتعت أنا بالنوم في مكيف السيارة حتي وصلت المنزل بسلام مغشيا علي كأنني كنت في معركة حربية عازما علي التخشن في الشتاء القادم