Tuesday, June 5, 2007

نداء إلي الذكريات

من منا يحتاج إلي احد يسمعه، ومن منا لا يجد من يسمعه اعتقد كلنا ،
ليس لخلل فينا في بالمصري كل واحد فيه اللي مكفيه ، او جيت اشايله همي لقيت همه اكبر من همي
لم اعرف قيمة الوالدين إلا بعد فقدانهم ، ربما لم يكونا متكلمين ولكنهم كان يسمعاني كثيرا ، أتذكر أنني بعد عمل يوم شاق كنت اذهب إلي أبي وكان
في أيامه الأخيرة من حياته يجلس في غرفته ربما لا يريدنا أن نراه في مرضه
أو في الوهن الذي حل به أو ربما لا يريد أن يشعرنا بمرضه ، فاستأذنه الدخول وبعد أن يسمح لي بالدخول أقص عليه همومي وأفراحي أقص عليه يوم عمل ملئي بالأحداث وأقص عليه ولا يمل ولا يتململ ويسمع ويعطني النصح والنصيحة وفجأة
وكما هو حال الدنيا تذهب بنا بعيدا ثم ما أن تلبس أن تكون وحيدا

حسنا الآن اعتدت علي ذلك بعد مضي أكثر من 6 اشهر علي الرحيل ،

أتجول في بيتا كان يسكن فيه بالأمس القريب 9 من الأفراد أبويين و 7 من الأبناء
أتجول في بيتا مليء بالغرف هنا كانت غرفت والديا وهذه الغرفة الصغيرة كانت لي أما تلك الغرفة فكانت لأختي الكبرى وتلك لأخي اما هذه فكانت للدكتورة أما الغرفة الكبيرة المطلة علي الشارع الرئيسي فكانت للفنانة لتتسع لأدواتها من ريش وشاسيه وألوان علي اختلافيها وكانت الغرفة المطلة علي الشارع الأخر فكانت للمحامية.

وكان يوم الجمعة ليس عاديا فهو اليوم الذي تجتمع فيه القبيلة كما كان يحلو لنا القول انا ذاك

استرجع الذكريات ذكري تلو الأخرى فأتعجب من غرف مغلقة وغرف مفتوحة ليس بها حياة فادخل غرفتي وكل شئ متناثر هنا وهناك أحذيتي داخل دولاب الملابس وملابسي معلقة علي الباب والطعام في الحمام وفرشاة أسناني في الثلاجة أما ريموت التلفاز فمكانه شبه الدائم الميكرويف فأتذكر يوما من ايام الدراسة في الساعة السابعة صباحا جرس المنبه يرن فيستيقظ أخواتي ثم بعد ذلك أنا فأجد الإفطار قد نظم علي المائدة، فنفطر سويا ثم اخذ وجبة المدرسة مع كوب من الحليب الطازج وبالطبع مصروف اليوم وقبلة مطبوعة علي وجنتي لا يمحوها إلي قبلة حارة عند الرجوع كأنني كنت في سفر طويل


ثم يحن موعد الغداء فيجتمع من حضر ويترك من لم يحضر له نصيبا مفروضا ثم اذهب إلي غرفتي فاجد كل شئ مرتب وفي مكانه الصحيح فاجلس لاستذكر دورسي ويراجع أبي علي ما استذكرت هو أو احد من أخوتي الكبار
ربما بكيت كالأطفال ولما لا ابكي وفجأة لم أجد سوي أو كظمت ما بداخلي أو اتصلت بصديق لنخرج سويا ونتكلم في أي شئ من اشد المواضيع جدية إلي أكثرها سخفا وتفاهة حتى أشدها سخونة ونعومة في أن واحد أو اغرق نفسي في العمل او استسلم إلي النوم
ويصبح يوما جديد فاتجول بين الغرف لأسمع نداءات من الماضي تهوي بي إلي نفق من الذكريات وابقي وحيدا ولا اجد من يسمع صوتي إلا الذكريات


No comments: